المنفى والوطنية الحديثة وعلاقتها بالسياق الفلسطيني وأثر التاريخ الاستعماري، هي معضلات لطالما قاربتها أشكال الفنون المختلفة، وهي أيضاً أسئلة التجهيز الذي أنجزه الفنان الفلسطيني عيسي ديبي بعنوان “أرض الأمهات”.
العمل يُعرض حالياً في متحف “كونست هالي” في مدينة أوسنبرغ الألمانية، وهو متعدّد الوسائط، إذ أعدّه الفنان (1969) بتقنية فن الفيديو، وكان قد نفّذه في الأساس لـيشارك في “بينالي شنكالي” في تركيا قبل عام، ولكن البينالي تأجّل لأسباب أمنيّة، ولم يجر تقديم “أرض الأمهات” للجمهور، على أن يعود ويُقدّم كاملاً العام المقبل في “شنكالي”، حيث أن المعروض منه حالياً في ألمانيا هو قسم من التجهيز.
في مقابلة أجرتها “العربي الجديد” معه الشهر الماضي، وصف ديبي العمل، الذي أنجزه احتفاء بوالدته الراحلة، بأنه “تجهيز يعالج علاقتي بالمكان والأُمومة”، وتقوم فكرته على التصوير ثلاثي الأبعاد في نيويورك وجنيف، حيث يقيم الفنان.
في نيويورك اشتغلت كاميرا ديبي في الـ”سنترال بارك”، التي بنيت على نسق البساتين الإنكليزية بالأسلوب الفيكتوري، وقد وقع اختيار الفنان على هذه الحديقة ليربط المكان بالتاريخ الكولونيالي لبريطانيا الذي امتدّ من أقصى الأراضي الأميركية الي فلسطين، خاصة أن حديقة “سنترال بارك” أُنشئت مكان محمية طبيعية كانت ملكاً للسكان الأصليين.
بهذا الاختيار، يبدو ديبي، وفقاً لبيان المعرض، كما لو كان “يربط النقاط بين المنفى والوطن، والسؤال الكولونيالي المركّب حول أميركا الحديثة كامتداد للمشروع الأوروبي وعلاقتها بالنص الخاص للمنفى”.
هذا الجزء النيويوركي، هو القسم الأول من التجهيز الذي يتكوّن من 24 فيديو رقمي مطبوع بتقنيات حديثة. يذكر أن معرض “أوسنبرغ” يضم أعمالاً لأكثر من 30 فناناً وفنانة من ألمانيا، وتركيا، وأرمينيا، واليونان، وأميركا.
المصدر : العربي الجديد