مسرحية “يافا والشبح” تروي قصة النضال الفلسطيني بوجه “شبح” بلفور
في ذكرى مئوية وعد بلفور الغاشم، تطوّعت مجموعة من الفنانين الأردنيين الشباب ونشطاء وناشطات داعمين للقضية الفلسطينية بإنجاز العرض المسرحي “يافا والشبح” إخراج سمر دودين وجويس الراعي وعرضت الأسبوع الماضي في مسرح البلد، وجاءت كوقفة تضامنية احتجاجية ضد هذا القرار الظالم.
وتضمن العرض المسرحي قراءة لنص الدكتورة المؤرخة نهى خلف “100 عام من السراب” يتحدث عن محاكاة شبح وعد بلفور المشؤوم، واشتغلت المخرجة المسرحية والناشطة سمر دودين والدكتورة جويس الراعي وريم أبو كشك ليكون النص والعمل عبارة عن محاولة لإحياء ذاكرة الوعد المشؤم من خلال تحويل النص لقصة.
اعتمد العرض على الرمزية في أجواء الخشبة، حيث جرى تفكيك الأحداث التي مرّ بها الشعب الفلسطيني قبل مجيء الشبح “وعد بلفور” ليفصل تاريخ الجمال الفلسطيني ويبدأ بحياكة تاريخ آخر تصدى له الشعب الفلسطيني رغم آلام هذا اليوم المشؤم.
ودعت المسرحية بتكويناتها المختلفة من موسيقى وإضاءة وأصوات ممثلين لتكوين صوت الضمير الإنساني الرافض لهذا “الشبح” الوعد الذي زلزل الحكاية وأرسى الظلم والاحتلال، والذي لم يؤمن به الفتيان ولا الأجيال المتعاقبة في مختلف الوطن العربي وبين الفلسطينيين أنفسهم.
البحر رفيق يافا بالعرض الذي حمل صورا تخللها العرض للمدن التي دمرت إثر هذا الوعد “الشبح” وصور الشهداء وأمواج الأمل رغم كل الفقد والهزيمة التي لم يفقدها الشعب حتى اليوم.
الصراع بين يافا وشبح بلفور الذي تحوّل إلى حقيقة بمرور العرض المسرحي، لم يثن يافا عن القتال والنضال واسترجاع ذاكرة التضحيات، التي تستمر حتى نهاية العرض وما بعد العرض المسرحي في ذاكرة كل الشعوب المقاتلة من أجل الحرية وإنهاء الاحتلال.
وأعلن في نهاية العرض عن إطلاق “هاشتاق” على تويتر بعنوان #Against Balfour، يوثق نص المسرحية وحقائق عن وعد “بلفور”، لتظل عملية المقاومة حيّة وشرعية ومقاومة الصهاينة حاضرة حتى استعادة الأرض والوطن.
العرض من إخراج سمر دودين وجويس الراعي، وأداء كل من: محمد ادريس بدور “الشبح”، نيكول شاهين بدور “يافا”، مي ملحس بدور “الجدة”، سفيان الصمادي بدور “بلفور” الحقيقي، عبد الهادي القصراوي بدور “وايزمان” .
الموسيقى للشاب عازف الكمان عبد الهادي جعفر، تصميم الملابس جميلة علاء الدين، الإضاءة رائد عصفور، الصورة الفيلمية محمد نبيل، تصميم البوستر ماريان ساحوري، ادارة خشبة المسرح دانا ابو لبن.
مخرجة العمل المسرحي ومنظمة المبادرة بمساعدة المتطوعين سمر دودين أكدت في حديثها إلى “الغد” أن أربع مؤسسات ثقافية قادت هذا الجهد وهي؛ مسرح البلد، جسد للبحوث والتأهيل، الحكمة للأدب والتاريخ و تلفزيون “عرمرم”.
وأضافت “لا خيار لدينا إلا أن نتحرك ونحشد الهمم ونحرر الألم لنخلق أملا بالآتي … حيثما يكون شبابنا الأردنيون والفلسطينيون والعرب أقوياء وأحياء ومناضلين من أجل الحق والعدالة تكون فلسطيننا نابضا بالمقاومة … الحق لن يموت”.
أما كاتبة النص الدكتورة نهى خلف فأكدت لـ”الغد” أن الوصول إلى الشباب والجيل الحالي عن طريق الفن هو أفضل الطرق لكونهم مهتمين بهذا المجال أكثر من الناحية الأكاديمية والمهمة أيضا، مشيرة إلى أن الفنون المسرحية وبعملها الجماعي قادرة على التأثير والتغيير بالشباب، بالإضافة إلى تذكيرهم بأهمية الحفاظ على تاريخهم وما مروا به من نكبات وويلات بعد هذا الوعد المشؤم.
وتضيف خلف “تصوير وعد بلفور بالشبح مستمد من الميثولوجيا البريطانية التي ترى أن منطقة اسكتلندا التي جاء منها آرثر جيمس بلفور مليئة بالأساطير والحكايات، وبالمحصلة لا بد أن يزول الشبح وفقا للطبيعة والواقع ودعما للمقاومة ضد احتلال غاشم”.
المصدر : الغد الاردنية