“جدارية القدس عربية” تزين السلط
من السلط الأبية القدس عربية” أكبر جدارية رسمت للقدس، عبر من خلالها أهالي مدينة السلط عن رفضهم لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، مؤكدين من خلالها للعالم أجمع بأنهم جزء من القضية الفلسطينية.
بدأت فكرة الجدارية من قبل الرسام محمد العبادي الذي أراد أن يعبر عن مكانة القدس عند أهالي مدينة السلط بموهبته؛ حيث فكر في عمل شيء يوحد أبناء المنطقة كاملة.
يقول “أفكار فنية كثيرة خطرت ببالي، ولكن وجدت أن الجدارية ستكون أفضل خيار”، وبدأت أول خطوة من خلال تعليق كتبه العبادي على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” معلنا نيته عن رسم جدارية للقدس في مدينة القدس، طالبا الدعم والمساعدة من أبناء المنطقة لإتمام المشروع.
التجاوب الكبير من أهالي مدينة السلط وأصدقائه من مختلف مناطق المملكة، وفق ما قاله العبادي لــ”الغد”، أكد تلاحم وتكاتف الأردنيين في المواقف كافة، وهو ما سهل عليه الأمر وجعل من حلم الجدارية حقيقة لم يتجاوز تنفيذها 48 ساعة عمل.
الموقع الاستراتيجي والمرتفع لشارع القدس العربية (الستين سابقا) وإطلالته المميزة على دولة فلسطين، هو ما دفع العبادي لاختيار هذا الشارع الذي يتميز بجدرانه الكبيرة، الواسعة والمرتفعة.
مشروع كبير كجدارية “القدس عربية”، حتم على العبادي البحث عن رسامين متطوعين لمساعدته على إنهائها بالصورة التي كان يتخيلها، وهو ما تمكن من تحقيقه من خلال التواصل مع مجموعة من الفنانين من داخل مدينة السلط وخارجها؛ حيث شارك الرسامان محمود العطيات وعامر الحياري، فضلا عن مجموعة من شباب وبنات كلية الفنون الجميلة في الجامعة الأردنية الذين جاؤوا برفقة الرسام العطيات.
الكثير من التحديات واجهت العبادي قبل البدء بالجدارية، كان من أهمها الدعم المادي والآليات التي تمكنهم من الرسم في الأماكن المرتفعة، وهو ما قام به الناشط المثنى العربيات فور علمه بالجدارية الذي أبدى دعمه الكبير للمشروع واستعداده لتنفيذه.
وبدوره، أكد الناشط المثنى العربيات، في تصريحه لـ”الغد”، تجاوب الجهات الرسمية في مدينة السلط مع مشروع جدارية “القدس عربية” الذي اقترحه الرسام محمد العبادي؛ حيث قدم رئيس بلدية السلط الكبرى، المهندس خالد خشمان، الدعم اللوجستي الكامل لإتمام هذه الجدارية على مدار ثلاثة أيام متتالية، فضلا عن تخصيص إنارة خاصة للجدارية.
وتأتي هذه الخطوة، بحسب العربيات، بعد قرار المجلس البلدي بتغيير اسم الشارع إلى “شارع القدس العربية” تأكيدا لموقف أهالي مدينة السلط من القضية الفلسطينية ودفاعهم عن القدس وإيمانهم بعروبتها ومكانتها الدينية.
ويثني العربيات على التكاتف والتعاون الكبير الذي أبداه أهالي مدينة السلط؛ حيث تعاونوا مع الفنانين والعاملين على الجدارية سواء من طواقم بلدية السلط أو متطوعين من داخل المدينة وخارجها.
ويصف العربيات، المشهد الرائع الذي جمع أهالي المدينة الذين قدموا المساعدة كل على طريقته الخاصة، فمنهم من أحضر الطعام، الشاي والحلويات، في حين قدم آخرون القهوة العربية والعصائر، بينما حرصت عائلات أخرى على نقل الحطب بسياراتهم الخاصة وإشعاله لتدفئة الشباب الذين يعملون على الجدارية لساعات متأخرة من الليل.
ويؤكد العربيات، أن ما قدمه أبناء المدينة من جهد كبير بأقل الموارد والتكاليف والمشهد العائلي الذي جمعهم بيد واحدة هو دليل حي على أن الشعبين الأردني والفلسطيني يجمعهما قلب واحد ونبض واحد.
ويقول “التحديات كانت كبيرة بحجم العمل”؛ حيث سيطر الخوف والقلق في بداية الأمر على العبادي من القدرة على رسم جدارية بهذا الحجم الكبير من جهة والقدرة على إنهائها في ظل الظروف الجوية السيئة والضباب وارتفاع الجدران، خصوصا وأن الجدارية تعتمد على خاصية الرسم بالرش أو ما يسمى air brush.
وجود الفنان محمود العطيات برفقة العبادي سهل عليه الأمر كثيرا، فتميزه بالرسم التشريحي ساعد على إنجاز الجدارية وتوضيح ملامحها، كذلك الأمر وجود الفنان عامر الحياري، إلا أن حجم الجدارية الكبير جعل التحدي أكبر وليس هينا.
ويشير العبادي إلى دعم أهالي المنطقة الذين لم يتأخروا أبدا عنهم، كذلك الأمر رئيس بلدية السلط الذي آمن بفكرتهم ودعمها وجعل من الصعب سهلا، وكل شخص أسهم وتبرع لإنجاز هذا الحدث، مؤكدا أن هذه الجدارية وبعد أيام قليلة ستضاء بالكامل ليتمكن أهالي فلسطين من رؤيتها من جانبهم.
المصدر صحيفة الغد الاردنية