التكية الإبراهيمية بالخليل.. 744 عامًا من إفطار الصائمين برمضان
يقول المؤرخون إن تاريخ إنشائها يعود إلى عام 1279م، بينما يقول أهالي المدينة إنه يعود إلى عهد النبي إبراهيم عليه السلام، لكن ما هو ثابت أن التكيّة الإبراهيمية في مدينة الخليل هي أول تكيّة في العالم الإسلامي، أقيمت لتوفير الطعام لضيوف المدينة وفقرائها منذ نحو 744 عامًا، وهي اليوم تقدم مئات الوجبات يوميًّا طوال العام، أما خلال شهر رمضان، فتقدم طعامًا يكفي لقرابة 4 آلاف شخص في كل يوم من أيام الشهر الفضيل.
تكيّة «المدينة التي لا ينام فيها جائع»
وتكيّة «أبونا إبراهيم» أو «التكية الإبراهيمية»، تقدّم خلال الشهر الفضيل مئات الوجبات يوميًّا للمحتاجين في مدينة الخليل، من تبرعات أهالي الخير ممن يتسابقون سنويًّا على التبرع والبذل حتى قبل حلول شهر الخير، ويتنافسون في حجز الأيام للتكفل بالوجبات طمعًا في الثواب، حتى وُصفت بأنها المدينة التي لا ينام أهلها جياع!
وتطبخ التكيّة في كل يوم من أيام شهر رمضان قرابة 700 كغم من اللحوم الحمراء، أو 1000 كغم من الدجاج، وتبدأ عملية الطبخ بعد صلاة الفجر، حيث يصل عدد المستفيدين من التكية يوميًا خلال رمضان إلى 4000 شخص تقريبًا.
ولا تغلق التكيّة أبوابها طوال أيام العام، بما في ذلك أيام الجمعة والإجازات الرسمية، حيث تقدم حساء «الجريشة»، وهو عبارة عن حساء القمح والماء والملح والذي يُعرف بـ «شوربة التكية»، فيحرص كل من يمر من المكان على أن يتذوق طعمها اللذيذ، ليجد فيه من عبق وتاريخ المكان ورمزيته المرتبطة بسيدنا إبراهيم وكرمه.
وعام 1983، أقيمت التكية في مبنى بجوار المسجد الإبراهيمي في قلب البلدة القديمة بالخليل، وشهد تغييرات وتطوير كبير، كان آخرها عام 2017، وُسِّع المطبخ وافتتحت قاعات لتوزيع الطعام. وسُمِّيت أيضًا بـ «الرباط» أو «الطبلانية»؛ في إشارة إلى دقّ الطبول إعلانًا لتوفّر وجبات الطعام.
وفي الخليل أيضًا..
تشتهر محافظة الخليل بتكايا الرحمن الرمضانيّة، حيث تتوزّع على مدنها الصغيرة وقراها عدة تكايا مختلفة، إن بمبادرات فردية أو مجتمعية أو مدعومة من لجان الزكاة والجهات الرسمية، حيث تقدم هذه التكايا مئات الوجبات لإطعام الفقراء خلال شهر رمضان، ومن هذه التكايا: «تكية النبي نوح» في مدينة دورا، و«تكية سيدنا إبراهيم» في مدينة يطا، و«تكية أبو الأنبياء» في بلدة الظاهرية، وغيرها.