«أوركسترا فلسطين للشباب» تحيّي الأقصى
يستضيف مركز «مار يوسف الثقافي» في عمّان أولى محطات جولة أوركسترا فلسطين للشباب في الأردن وفلسطين، في عرضين متتاليَين، الأول في الرابعة بعد ظهر اليوم، والثاني في الثامنة مساء.
ويقود عروض الجولة التي تنظمها جمعية أصدقاء مهرجانات الأردن، المايسترو الهولندي فنسنت دو كورت، وتغنّي فيها الفنانة الفلسطينية ناي البرغوثي. وتتواصل عروض الأوركسترا التي أسسها معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى، في 12 من الشهر الجاري، بأمسية على «مسرح عزيز شاهين» في جامعة بيرزيت الفلسطينية، وتُختتم في 14 منه، على «مسرح الأمير تركي بن عبدالعزيز» في جامعة النجاح الوطنية بنابلس.
وسبقت العرض ورشة تدريبية مكثفة في مدينة جرش الأردنية (60 كلم شمال عمّان)، بدعم من الممثلية النروجية لدى السلطة الفلسطينية، ومؤسسة آفاق، ومؤسسة عبد المحسن القطان، ومؤسسات أخرى.
وكشف المدير العام لمعهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى سهيل خوري لـ «الحياة»، أن برنامج العروض يشتمل على قطعة موسيقية من تأليفه أهداها إلى زميله في الفرقة أحمد الخطيب الذي استخدمته سلطات الاحتلال الإسرائيلي درعاً بشرية في رام الله عام 2002، قبل اعتقاله ثم إبعاده عن فلسطين لمدة 10 سنوات.
وقال خوري إن المعنى في هذه المقطوعة فيّاض بالمشاعر الحزينة، وتحضر فيه في الوقت نفسه إيقاعاتٌ مشبعة بالتحدي. وأضاف أن الأوركسترا ستقدم تحية للمرابطين الذين دافعوا عن المسجد الأقصى في محنته الأخيرة، لأنها «جزء من المقاومة ضد الاحتلال»، إذ تُستعاد «زهرة المدائن» بصوت ناي البرغوثي، إضافة إلى مقطوعتَي «ردّني إلى بلادي» و «أحترف الحزن والانتظار» اللذين أعاد توزيعهما موسيقيّ بريطاني لمصلحة الأوركسترا الفلسطينية.
ويتضمن برنامج العروض أيضاً موسيقى فيلم «حرب النجوم» لجون وليامس، و «بوليرو» لموريس رافيل، و «متتالية روميو وجولييت» لسيرغي بروكوفييف، و «دانزون رقم 2» لأرتور ماركيز. وعن التأثير الذي أحدثته الأوركسترا منذ انطلاقتها عام 2004، قال خوري: «لا يمكن أيّ مشروع أن يؤثر في جميع قطاعات الشعب، فأعظم إبداعاتنا اليوم مثلاً تتجسد في قصائد محمود درويش، لكن قلّة قليلة من الناس يقرأون أعمال هذا الشاعر». وأضاف: «هذا ما ينطبق أيضاً على الأوركسترا والأثر الذي تُحدثه»، مشيراً إلى أن هناك «نقلة نوعية» في أداء العازفين، لأن المعهد يؤمن بأهمية تطوير قدراتهم وصقل مواهبهم، بخاصة الشباب منهم. وأكد خوري أن الأوركسترا أصبحت تمثل «منصة إيجابية»، يرى العالم فلسطين من خلال أُطروحاتها، ومن خلال تنقّلها بين عواصم العالم ومدنه. وأوضح أن الأوركسترا قدمت أعمالاً تستلهم الموروث الموسيقي والغنائي المحلي، والعالمي أيضاً، ومن ذلك: مقطوعات سلام لغزة، ومقطوعات للأخوين رحباني، أحمد الخطيب، وعيسى بولص، ومارسيل خليفة، وسلفادور عرنيطة، وناجي حكيم، وكنان العظمة، ومياس اليماني، وسهول خوري، وريما ترزي.
وأكد أن هذه الأعمال وسواها لاقت ترحيباً كبيراً في مهرجانات عجة، منها «بيت الدين» في لبنان، بمشاركة مارسيل خليفة عام 2010.
وعن تأثر مزاج الإنسان المعاصر بالمشهد الإبهاري البصري في وسائل التواصل الاجتماعي، وكيف تتعامل الأوركسترا مع هذا المعطى، رأى خوري أن الإشكالية العربية تكمن في أن ما تنتجه السوق التجارية هو «الممثل الوحيد للفن». وأضاف: «لا تستطيع مثلاً أن تقدم رقصاً في حفلة إصغاء لفيروز أو لأم كلثوم، لأن الإبهار هنا يكون في جماليات الموسيقى والصوت»، مؤكداً أن عروض الأوركسترا في جولتها الحالية تُظهر أنّ الإبهار يمكن تحقيقه من خلال جماليات الصوت والألحان والأنغام.
من جهتها، أكدت المديرة التنفيذية لجمعية «أصدقاء مهرجانات الأردن» سهى بواب أهمية الحدث، كونه يعزّز التعاون الثقافي والفني بين الأردن وفلسطين. وأشارت إلى دور الجمعية في ترويج الأردن كوجهة سياحية عالمية من خلال إقامة نشاطات نوعية بمشاركة فنانين وفرق عالمية مشهورة.
وكانت الأوركسترا استضافت مدربين من أوركسترا لندن السيمفونية، وأوركسترا غلاسغو للشباب، والأوبرا الوطنية الإنكليزية، ودار أوبرا فالنسيا، وأوركسترا قطر الفلهارمونية. وأقامت منذ عام 2012 شراكة مع أوركسترا أوسلو الفلهارمونية. ومن الذين قادوها توم هاموند ونيكولاس سيمون وشاين إدواردز. ومن المغنين الذين شاركوا في حفلاتها: مارسيل خليفة وديما البواب وريم تلحمي وريم بنا وأحمد الخطيب وألكساندر سليمان وسليم عبود أشقر.