افتتاح معرض “الغزال الفلسطيني” للفنانة منال محاميد
وسط حضور فني وجماهيري واسع، افتتح في مدينة حيفا المعرض الفردي للفنانة الفلسطينية، منال محاميد، تحت عنوان “الغزال الفلسطيني”، يوم السبت 11 تشرين الثاني/ نوفمبر، ويستمر المعرض حتى يوم 9 كانون الأول / ديسيمبر، في “منجم” – مختبر الثقافة في مدينة حيفا.
واشتمل المعرض على العديد من الوسائط الفنية مثل المنحوتات والتركيبات متعددة الوسائط، التصوير الفوتوغرافي، الفيديو آرت، فن الطباعة والرسم.
واستوحت محامید، فكرة المعرض من لافتة ثلاثیّة اللّغة كانت قد رأتها في حدیقة الحیوانات في مستوطنة كریات موتسكین، خلال رحلة مع أطفالها، كتب فيها بالعربية والإنجليزية الاسم العلمي لغزال الجبل “الغزال الفلسطيني”، فيما كتب على نفس اللافتة أسم الغزال بالعبرية على أنه ” غزال إسرائيلي”.
وتشارك محامید تجربتها في حدیقة الحیوان، بقولها إنّ الصّورة “تكمل حالة التّشویه الّتي فرضتها لعبة تبادل الأدوار وتهجین التّسمیات الّتي ترمي إلى خلق حالةٍ ثقافیّة وحضاریّة مشوّهة الهویّة، تمهیدًا لمسح الذّاكرة التّاریخیّة”.
هذا التّصویر المغلوط یشكّل أساس المعرض بالإضافة إلى تجربة وقصّة محامید الشّخصیّة، بحیث تنقد إعادة إنتاج الموروث البرّي والهوياتي، وقد تكون في عودتها إلى الطبیعة قد حاولت إیجاد الأدلّة والحقائق لاستیضاح هویّتها الشّخصیّة داخل سیاقها الأوسع.
وعلق الفنان عبد عابدي على المعرض قائلا: ” يشكل معرض الفنانة محاميد بعنوان “الغزال الفلسطيني” المقام في حيفا التاريخية استمرارا لمعرضها الأول والذي أقيم في صالة العرض “جاليري ووان” في رام الله قبل أقل من عام وحمل عنوان “وقعُ الغزال”.
ويحتوي المعرض وما شمله من أعمال إنشائية، ومطبوعات حريرية وصفر الزنك وفيلم فيديو آرت. هي تركيبات بصرية فائقة التحكم والجودة، تنم عن مقدرات معنية للفنانة الشابة منال محاميد، وهي في مسارها الإبداعي وفي تحدّ مستمر نحو آفاق غير مسبوقة في المشهد الإبداعي الفلسطيني.
وتتناول الفنانة في معرضها هذا، صيرورة الغزال الفلسطيني المميز وما اعتراه من نفي ونكب في ربط مميز في مشاهدة البحث عن المفقود وإعادة كيانه في جغرافية وطنه الفلسطيني.
وأضاف عابدي: “إن متابعتي المستمرة ومرافقتي للفنانة لأكثر من عقد زمني، وطرحها لمواضيع تنم عن مقدرة فائقة في التركيب الإنشائي وفي إحالة موضوع السؤال والتساؤل إلى ديالوج بصري يتكامل في وضع جمالي نجد في الجواب في تساؤل ومضمون هي حالة تثمل الفنانة الشابة منال محاميد”.
وقالت القائمة على المعرض، رلى خوري، “عمل محامید هو نوع من استقراء الیین والیانغ والوابي-سابي، التّكامل الجمیل والابتعاد عن الكمال. یعرض الغزال المبتور بجمالیّة أنثویّة بیضاء تغطّي الجسد العاجز. فیخلق هذا الغزال الفاتن التّباین ویستحضر جدلًا بوصل الاستعمار الظّاهر على جسده المعنّف مع الوجود الفلسطیني المعنّف؛ كذلك بتعریفه المتضارب المربوط بتشویش الهویّة الفلسطینیّة والتّشكیك بها”.
يذكر أن الفنانة منال محامید – من موالید عام 1976 في قریة معاویة الفلسطینیة، من قرى أم الفحم. حازت على شهادة الماجستیر في الفنون الجمیلة من جامعة حیفا في عام 2006، وذلك بفضل حصولها على منحة امتیاز من الجامعة وبعد 4 سنوات، حازت على شهادة في علم وأمانة المتاحف من جامعة تل أبیب، وشاركت أعمالها في العدید من المعارض في لندن وشیكاغو دسلدورف وحیفا ورام الله وأم الفحم وأریحا. وكان لها مشاركة فيما یزید عن 50 معرض جماعي.
المصدر : عرب 48