الفلسطينية جميلة سكر… بناء جسور العودة عبر الفن التشكيلي
قررت سكر وهي من قرية وادي فوكين غربي مدينة بيت لحم، أن تبني جسوراً للعودة عبر الفن التشكيلي الذي تحبه، لذا جعلت من حلم العودة، والقضية الفلسطينية أساساً في رسوماتها والمجسمات الفنية التي تصنعها، ومنها مفتاح العودة الذي صنعته من الأسلاك الشائكة، وبعض الأشكال الفنية الأخرى.
ترى سكر، خلال حديثها مع “العربي الجديد”، أنها تحقق حلم العودة من خلال الفن الذي يعبر عن ذاتها، وذات كل فلسطيني مغترب، فرّقته الحدود، وسنوات الغياب الطويلة، لذا تحاول قدر المستطاع أن تغرس ذلك الفن في نفوس متابعيها وأصدقائها والأطفال الصغار.
تبرز تلك الفتاة الشابة، ضمن أحد أهدافها، الحياة الجميلة في فلسطين، من خلال لوحات الطبيعة، والتراث والحياة العامة سواء عبر صنع مجسمات من الورق، أو الفخار، أو لوحات فنية فلسطينية الطابع، رغبة منها بتوثيق القضية الفلسطينية في وجهين مختلفين، يرمز أحدهما للحياة، والآخر للمعاناة من الاحتلال الإسرائيلي.
ومن خلال فنها التشكيلي، تطمح سكر إلى أن تنظم معرضاً خاصاً بها وبلوحاتها، يحمل رسالة للعالم عن حب وتمسك الفلسطينيين بالحياة، وحق اللاجئين وعلى رأسهم عائلة جدها بالعودة إلى وطنهم، والعيش في أرضهم بأمن وسلام، وحياة هنيئة ملؤها الحب.
من وجهة نظر سكر، فإن “الشعب الفلسطيني ليس شعباً يعيش تحت الاحتلال فقط، بل هو شعب مثقف وواعٍ، ويحمل رسالة، هو شعب ليس كما يراه العالم مهمشاً ومستعطفاً، بل يملك الكثير من القيم والطاقات الهامة التي تجعله شعباً ذا ثقل في هذا العالم الكبير”.
يستغرق إنجاز مجسمات سكر قرابة الأسبوع، ولديها مجسمات للجدار، وللأبراج العسكرية، وتنوي أيضاً صناعة مجسمات تبرز الجانب المظلم المتمثل بسرقة الأراضي وإقامة المستوطنات، والحواجز، والتي ترمز إلى الموت.
ولديها العديد من اللوحات الطبيعية، والوطنية، والإنسانية، وأخرى تعبر عن حالتها الشخصية، وعن طموحها وحلمها بالعودة، الذي تنوي تركيز عملها وفنها عليه حتى يرى العالم هذا الحق من وجهة نظر أصحابه.
حلم جميلة سكر أن ترسم في المستقبل حياة الفلسطينيين من دون احتلال، وأن تصبح فنانة معروفة، وتنظم في المستقبل القريب معرضاً للوحاتها وأفكارها، وتقول: “أنا كأي فنان شاب، يرغب ويحلم بأن يصبح مشهوراً في العالم”.
ومع ذلك الحلم، ستواصل سكر عرض لوحاتها مع أصدقائها في الجامعة، وتدريبه في مراكز التدريب، وتدريسه بشكل تطوعي لطلبة المدراس، لأنها رسالة الفن التي تحملها للوطن حتى يعود.