المصوّر “ثابت” حلم بدأ بصورة ووصل إلى ألف
فادي ثابت، معلم الفنون، ومن جهة أخرى مصور محترف متميز، صنع لنفسه “كاريزما” خاصة من خلال اختيار أفكار خاصة خارجة عن المألوف.
تجذب لقطاته من يراها للوهلة الأولى، وتجذب من يتعمق بها أكثر، لذا انتشرت أفكاره الفتوغرافية بسرعة حتى وصلت الى العالمية، بل ونالت جوائز دولية للقطات مميزة تحدثت عن الوجه الجميل لسكان قطاع غزة بعيدا عن الرصاص والدمار والموت.
سكن شغف التصوير المعلم فادي ثابت منذ تسع سنوات حينما سمع صوت غالق الكاميرا “الشاتر” في إحدى رحلات الأصدقاء، ويقول:” أن هناك أشياء بسيطة تحرك المحرضات التي تسكن داخلك والتي تكون نائمة في الأساس، فتيقظها لحظة كتلك اللحظة التي سمعت بها صوت “الشاتر”.
ويضيف: “كما أعتقد أنه كان لدي تغذية بصرية كتلك الموجودة في داخل أي شخص يعشق الفن، وهي التي تحرض الفنان الذي بداخل كل واحد فينا.
حينما اقتنى ثابت الكاميرا لم يكن يعرف فيها سوى مفتاح التشغيل، لكنه بدأ بالتعلم ذاتيا حتى وصل للاحتراف، فكان المشهد الذي يراه من خلال الكاميرا بمثابة روح يحاول تصوير قصة من خلالها يقول” أكثر ما شجعني وصف العديد للقطاتي بأن فيها روحا”
قابلت الرسالة المصور المعلم فادي ثابت وتحدثت معه بإسهاب عن حلمه الذي بدأ بلقطة هاو حتى وصل الى العالمية.
البداية صدفة
لا يذكر فادي ثابت الصورة الأولى التي التقطها، لكنها مؤرشفة لديه، ولا يذكر أنه يحب صورة أكثر من الثانية لأنه يرى فيها جميعها شيئا من دواخله خرجت على شكل لقطة.
ورفض ثابت البدء كمصور صحافي، في مدينة كغزة متغيرة الظروف وفيها مادة دسمة لأي صحافي للتصوير والتأريخ، كما يقول ” حلفت أنا لا التقط منظرا للدماء بكاميرتي” وأخذت على عاتقي بأن أوصل المشهد الآخر لمدينة غزة والجمال الموجود فيها.
ويضيف: العالم بدأ يستغرب من صور الجمال التي تخرج من غزة، بالفعل، لأن هذا العالم لم يشاهد على مر السنوات السابقة لمدينة غزة سوى الدمار والحروب، ويتعجب أن فيها طبيعة وجمال وبنيان، يعتقد انه لن يرى سوى الدماء، وهذا غير صحيح!
الى العالمية
ويتذكر ثابت بداية الاحتراف قائلا: “بدأنا كمجموعة من الزملاء في منتدى المصور الفلسطيني، وبدأنا بتصوير المشاهد الطبيعية في غزة وانتقلنا الى الوجوه الجميلة التي اغلبها لأطفال في حالات معينة، مبينا أنهم أرسلوا للعالم صورا إنسانية تعبر عن قصص كل صورة واليت تعد حالة بحد ذاتها .
والظريف بحسب ثابت أن البعض كان يستغرب حينما يشاهد صورة طبيعية ويتساءل إذا ما كانت بالفعل من غزة.
ووصلت صور ثابت الى العالمية بل حصلت على العديد من الجوائز التي يخبرنا عنها المصور المحترف:”حصلت على جائزة المنظمة العربية للتصوير الاحترافي HP وكانت قبل عامين وحصلت فيها على المركز الأول على مستوى العالم العربي عن فئة الصورة “المؤطرة”
ويضيف: اخذت أيضا في 2016 جائزة عبد الرازق بدران -المركز الأول مكرر-، وهذا العالم كنت أراهن على جائزة حمد بن راشد آل مكتوم وهي من اكبر الجوائز في هذا المجال عالميا، وقد وصل عدد المقدمين الى 32 ألف مصور، وصلت منها صورتي إلى المراكز الأولى، وقد حصلت على مدالية ذهبية، وفزت بالجائزة المميزة على محور التحدي عن فلسطين كلها.
انسانية المصور
ولا تنتهي أحلام المصور المحترف، فآخر المشاريع التي تحدث عنها فادي ثابت هو حلم سيتحول الى حقيقة قريبا أو كما يصفه ثابت بطريقته ” لا يوجد مثله على هذا الكوكب” تحت مسمى “ألف صورة عن المدينة المحاصرة” والذي يحوي ألف صورة عن مدينة غزة، كل واحدة منها تعبر عن حالة معينية وبإيحاء خاص يعبر عن الوجه الآخر للمدينة، الوجه الخالي من الحروب والدماء.
مشروع -كما قال المصور- بالشراكة مع وزارة الثقافة حيث سيتم عرض الآلف صورة في معرض كبير في ميناء غزة قريبا، ويتمنى ثابت أن يصل هذا المعرض للعالمية.
ويختم فادي ثابت حديثه مع الرسالة متأملا:”: لقد زاد عشقي للكاميرا واللقطة من قدرتي على التأمل الدقيق بمخلوقات الله وبهذا الكون المليء بالجمال، فأصبحت دقيق النظر في كل زاوية، حتى تلك التي لا تخطر على بال أحد، استخرج منها الجمال واصنع منها لقطة مليئة بالحياة.
المصدر : صحيفة الرسالة