بيروت تحتفي بالفنان الفلسطيني “محمد بكري”..واسرائيل مصابة باستياء
سلّطت المواقع العبرية الضوء، السبت، على زيارة الفنان العربي الإسرائيلي محمد بكري إلى العاصمة اللبنانية بيروت، الذي وصلها منذ أسبوع، استعدادا للمشاركة بأسبوع ” أيام فلسطينية” الذي انطلق السبت، وسيستمر حتى 29 أيلول / سبتمبر الجاري، لا سيما وأن إسرائيل ولبنان لا يقيمان علاقات دبلوماسية.
ويمنع القانون الإسرائيلي مواطنيه من السفر إلى ” الدول المعادية”، التي تصنّف لبنان واحدة منها، إلا أن بكري رأى في زيارته انتصارا على هذه القوانين التي وصفها ” بالعنصرية”، كونها ” تحرم أصحاب الارض الأصليين، من حقهم في التواصل مع امتدادهم في محيطهم العربي”.
واعتبر بكري الذي يمتلك العديد من الأعمال الفنية التي كانت القضية الفلسطينية في صلبها أبرزها ” جنين جنين”، السبت، في مؤتمر صحافي عقد قبيل انطلاق الأسبوع ” التطبيع مع العدو الصهيوني خيانة والنقاش حوله مسألة مشينة ومرفوضة جملة وتفصيلا”، علما أن الزيارة للبنان وحدها تعرّض الإسرائيلي للمساءلة القانونية عند عودته.
وستعرض على مدى الأيام السبعة سلسلة من أعمال بكري الفنية والسينمائية، في مسرح المدينة في حي الحمرا ودار النمر للفن والثقافة، سيكون أولها ” حنّا ك” الذي مثّل به بكري دور البطولة، والأحد ستعرض مسرحية ” المتشائل”، المقتبسة من رواية إميل حبيبي.
أما الاثنين فسيعرض الفيلم الوثائقي ” من يوم ما رحت”، الثلاثاء فيلم “زهرة”، الأربعاء فيلم ” 1948″، الخميس ” عيد ميلاد ليلى” الجمعة ” برايفيت”، وسيختتم الأسبوع السبت القادم بـ ” ما أكبر الفكرة”، إلى تلاوته مع نضال الأشقر، مقتطفات من شعر محمود درويش.
ومحمد بكري الذي يعمل في الاخراج، الانتاج والتمثيل هو من مواليد قرية البعنة العربية قرب عكا في الجليل شمالي إسرائيل، وهي واحدة من البلدات والمدن العربية التي بقي أهلها بها بعد ترسيم الحدود بما يعرف بالخط الأخضر، في اتفاقيات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وجيرانها العرب بعد حرب 1948.
ويقدّر عدد العرب في إسرائيل بأكثر من مليون ونصف المليون نسمة، يشكّلون ما نسبته 20% من إجمالي عدد السكان في الدولة العبرية، وتم منحهم الجنسية الإسرائيلية على ضوء ذلك، بعد رفع الحكم العسكري عنهم في ستينيات القرن الماضي.
على مدى سبعة أيام متواصلة تحتفي بيروت بالفنان الفلسطيني محمد بكري. ابن قرية البامية في الجليل الأعلى في لبنان المكان، الذي يمنعه العدو من زيارته لأنه أرض معادية.
تسعة عروض لأفلام ومسرحيات مختارة من ريبرتوار غزير في حياة بكري الفنان الملتزم بقضايا شعبه وأرضه المغتصبة، ستحل بين مسرح المدينة ودار النمر بدءاً من اليوم وحتى 29 الشهر الجاري. وفي البرنامج الذي اختارته جمعية «أساس للثقافة والفنون» كأول نشاط بالتعاون مع دار النمر، مسرح المدينة وجريدة الأخبار التالي:
ـ في 23 عرض لفيلم «Hanna K» الروائي الذي انتج سنة 1983 ووقعه السينمائي المرموق غوستا غافراس وتناول موضوع حق العودة إلى فلسطين. وقد مثل فيه بكري دور البطولة، ونال الفيلم السعفة الذهبية من مهرجان كان في دورة سنة 1984. سيعرض في مسرح المدينة.
ـ في 24 عرض لمسرحية «المتشائل». هذه المسرحية التي تعتبر عملاً رائداً في المسرح العربي، والمأخوذة عن رواية شهيرة صدرت سنة 1974 للكاتب الفلسطيني أميل حبيبي، وهي رواية جسدت التراجيديا الفلسطينية خير تجسيد. وتعتبر من الأعمال الفنية المميزة في سجل بكري الحافل. مسرح المدينة الساعة 8:30.
ـ في 25 عرض للفيلم الوثائقي «جنين جنين» إنتاج سنة 2002 والذي تسبب بعاصفة غضب صهيونية لم تهدأ حتى اليوم. يصور الوثائقي المجازر التي ارتكبها الاحتلال خلال اجتياحه للمخيم. الساعة 5 دار النمر.
ـ ثم وثائقي «من يوم ما رحت»، الذي يقول الحال اليومي للمواطن الفلسطيني في ظل الاحتلال، وهي يوميات مقاومة متواصلة. من كتابة وإخراج محمد بكري. الساعة 7 دار النمر.
ـ في 26 عرض وثائقي «زهرة». زهرة خالة بكري عاصرت النكبة بكل فصولها، رحلت إلى لبنان وعادت لتتسلل إلى وطنها، وبكري يروي نضال خالته في وطنها المغتصب. الساعة 5دار النمر.
ـ عرض وثائقي «1948». فيلم يسجل الذاكرة الفلسطينية التي سبقت الاحتلال من خلال مقابلات حية جرت بأسلوب شفاف للغاية. من اخراج محمد بكري الساعة 7 دار النمر.
ـ في 27 روائي «عيد ميلاد ليلى» من انتاج 2008، ويروي حال قاض اجبره واقع الاحتلال للعمل سائق أجرة، يعاني الظروف غير الإنسانية على الحواجز وهو يعاند للوصول إلى منزله مع قالب الحلوى للاحتفال بعيد ميلاد ابنته. الفيلم من اخراج رشيد مشهراوي وبطولة محمد بكري. الساعة 7 دار النمر.
ـ في 28 عرض فيلم روائي «Private» وهي قصة واقعية من اليوميات الفلسطينية في ظل العنف الصهيوني حيث تحتجز عائلة في غرفة في منزلها قريباً من احدى المستوطنات. إخراج سافيريو كوستانزو وتمثيل محمد بكري. الساعة 7 دار النمر.
ـ في 29 «ما أكبر الفكرة» محمد بكري ونضال الأشقر يقرآن محمود درويش، الساعة 7:30 دار النمر.
إذاً بيروت على موعد مع الفنان الفلسطيني الذي عاش ولا يزال يعيش معاناة شعبه في ظل الاحتلال. فنان قاوم بالمشهد والكلمة والموقف الوطني الواضح، لم يناور ولم يساير ولم يحاب في الثقافة التي جسدها سينما ومسرح في عشرات الأدوار، ونال عنها عشرات الجوائز والتنويهات.