سلسلة عروض جديدة للمسرحية الفلسطينية “أنصار” بعد غياب لسنوات
يعود المسرحي الفلسطيني، نضال الخطيب، إلى عرض مسرحيته “أنصار”، في سلسلة عروض في الضفة الغربية المحتلة، والتي قدمها لأول مرة عام 1990، وانقطع عن تقديمها لمدّة زادت عن الـ 25 سنة.
وتتناول المسرحية معاناة الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وتدور أحداثها في نقاش يجريه أب وابنه الذي يحاول حثه على استعادة ذكرياته عن تجربة الاعتقال المريرة.
يبدأ العرض بتقديم ما يتعرض له الأٍسرى والمعتقلين من ضرب وإهانات في طريقهم إلى السجن الصحراوي بمنطقة النقب الذي أطلق عليه الفلسطينيون معتقل (أنصار) فيما كانت تسميه سلطات الاحتلال “كتسيعوت”.
وتسلط المسرحية الضوء على مقاومة المعتقلين لمحاولات سجانين الاحتلال في حذف إنسانيتهم وتحويلهم إلى مجرد أرقام، إذ يتم استبدال اسم المعتقل برقم وبدلا من مناداته باسمه يكون النداء اليومي له برقمه.
كما يستحضر العمل المسرحي عددا من المواقف التي حدثت في السجن مثل الإضراب عن الطعام والمواجهات بين المعتقلين والسجانين في تلك الفترة إضافة إلى أساليب التحقيق والتعذيب وغيرها.
والمسرحية التي عرضت يوم الثلاثاء على مسرح عشتار في مدينة رام الله، هيمن إخراج فاتح عزام واشترك في تأليفها الخطيب وعزام وإسماعيل الدباغ وعبد الجعبة.
وتستند المسرحية إلى تجربة واقعية للخطيب داخل معتقل النقب الصحراوي عام 1988، ويقول إن أهمية إعادة عرض هذه المسرحية هي “الحفاظ على الذاكرة من النسيان”.
وقال الخطيب الذي أسس مسرح الطنطورة عام 1995 بعد العرض المسرحي “يجب أن تبقى الحرب مستمرة ضد اليأس والنسيان”.
وأضاف الخطيب “عدت لتقديم هذه المسرحية في العام 2017 بعد انقطاع استمر أكثر من 25 عاما واتفقت مع زميلي إسماعيل الدباغ أن يشاركني ابني موسى في هذا العرض المسرحي”.
وعن سبب دمجه للتمثيل بالواقع خلال العرض قال الخطيب إنّه “يجب إعطاء حيوية للعرض وكنت أحاول قدر الإمكان أن يكون هناك فصل بين زهران (شخصية المسرحية) وبين نضال”.
ولا تخلو المسرحية من بعض الكوميديا عندما يحاول الخطيب إقناع ابنه أن يقدم له مسرحية ليلى والذئب أو قيس وليلى بدل مسرحية “أنصار” لأنه يحاول نيسان تلك المرحلة من عمره التي قضاها في السجن.
وقال الخطيب أنه يستعد لمواصلة تقديم جولة من العروض للمسرحية، دون تحديد أماكن تلك العروض.
واستطاعت المسرحية انتزاع جائزتي أفضل ممثل وأفضل تأليف مسرحي من مهرجان المسرح المغاربي الذي أقيم في الجزائر في شباط/ فبراير الماضي.
المصدر موقع عرب 48