فلسطيني يحول الحجارة الصمّاء إلى لوحات ناطقة بغزة
على شاطئ مدينة غزة، يسير الشاب “نشأت درويش” لا ليتمتع بجماله أو يتنفس هواءه العليل، بل ليجمع ما تهديه الأمواج من حجارة فيحولها إلى لوحات جمالية ناطقة بالطبيعة وواقع القطاع المحاصر.
فمع كل موجة، يبدو صاحب البشرة السمراء أكثر سعادة، وهو يتلقف مزيدا من حجارة البحر المتعددة الأشكال والألوان، لينقش عليها رسومات تحولها إلى ما يشبه اللوحات الفنية الصغيرة.
هذه المهمة اليومية التي ينفذها درويش، مهمة بالنسبة له، وفق ما يقوله للأناضول، حيث يعمل على تحويلها لتحف فنية داخل منزله الكائن في مخيم النصيرات وسط القطاع.
ويعتبر درويش، جمع الحجارة والنقش عليها جزء لا يتجزأ من حياته، مشيرا إلى أنها هواية منذ صغره، كما تشكل له مصدرا للرزق.
ويقضي الشاب ساعات طويلة في غرفته، ليتمكن من إنهاء عمله، سواء لتسليمه بالوقت المحدد لزبائنه، أو الاحتفاظ به.
ويرى الفنان كما يحب أن يلقبه أصدقاؤه، أن هذا النوع من الأعمال يعمل على إبراز النواحي” الجمالية والإبداعية المدفونة في القطاع المحاصر”.
ويضيف:” النحت على الحجارة يحتاج لمجهود عالٍ وممارسة مستمرة، لأن إتقانه شيء صعب ويحتاج إلى خبرة كبيرة”.
ويتابع:” أذهب كل يوم لشاطئ البحر لأجمع الحجارة بجميع أحجامها وأنواعها وأنقش عليها كل ما يروق لزبائني”.
ويشير إلى أنه يبيع المجسمات المنقوشة بأسعار منخفضة لكي تكون في متناول الجميع وتتناسب مع الأوضاع الاقتصادية السيئة الذي يعيشها أهالي القطاع.
ويستخدم درويش في نحته على الحجارة أدواته المفك والإزميل والمطرقة والمبرد والقلم.
وعن طريقته في النحت يقول:” أرسم الشكل المطلوب على ورقة بيضاء، ومن ثم أحضر الحجر واستخدم قلم الرسم الملون لأرسم تصميمي على الحجر الحقيقي ليكون هذا مخططاً لنحته لاحقا، مع الحفاظ على الطول والعرض الخاص بالتصميم على كل جانب “.
ويمضي: “أُحضر الإزميل والمطرقة وأطرق بحذر شديد على تصميمي الموضوع على الحجر وأفرغها من جميع الجوانب، من ثم أحضر المبرد وأساوي كافة الحواف، وبعد ذلك تدخل مرحلة التنظيف والغسل، وفيما بعد يتم التلوين حسب المطلوب”.
ويشكي درويش من عدم وجود مؤسسات تتبنى المواهب، وتقدم لها الدعم اللازم، بالإضافة لوجود حصار اسرائيلي على القطاع يزيد من معاناته.