فنان فلسطيني يحول صورا فوتوغرافية إلى مظاهرات على اللوحة
يستكشف الفنان التشكيلي الفلسطيني خالد حوراني في معرضه الفني “جمع تكسير”، المقام حاليا بغاليري زاوية في رام الله، الفرق بين الجمعيّ والفرديّ، ملتقطا اللحظات التي تسبق المظاهرات الحاشدة في عدد من الدول العربية والأراضي الفلسطينية أو تتخلّلها، ويعكسها في لوحاته؛ مؤكّدا الفرديّة التي يتألف منها الجمع.
رام الله – يبدو كلّ فرد في اللوحات الثلاثين المشاركة في معرض “جمع تكسير” المقام حاليا بغاليري زاوية في رام الله للفنان التشكيلي الفلسطيني خالد حوراني، كأنّه ينطلق في اتّجاه مختلف وفي حركة متواصلة ومشغول بذاته ومنغمس في فعل من التشتّت والتبعثر، بحيث يظهر للمشاهد وكأنّه فعل جمعيّ من الاحتجاج.
يقول حوراني إن “التظاهرات، وقد أصبحت جزءا من حياتنا، أتت إلى معرضي هذا بالفعل، وأتت إلى الفن قبل ذلك بأكثر من طريقة، غير أني أحاول هنا في معرض جمع تكسير نقل نبض الشارع إلى المعرض وليس نقل المعرض إلى الشارع”.
ويضيف حوراني “نعم تأثرت بالناس في غير مكان وليس في فلسطين فقط، واعتمدت على صور فوتوغرافية أخذتها بنفسي لمجهولين خلال التظاهرات وحولتها إلى لوحات فنية بصيغ متعددة”.
ويوضح حوراني أنه استعار عنوان معرضه، الذي عمل عليه في السنتين الماضيتين من قواعد اللغة العربية بالفعل، نظرا لدلالته، ليس اللغوية فقط وهي موحية أيضا، وإنما لأنه يناسب طبيعة اللوحات في المعرض.
ويضم المعرض لوحتين تصوران مقتل الطالبة لينا النابلسي في نابلس عام 1976 برصاص الجيش الإسرائيلي، والطالبة بيان عسيلة عام 2016.
وكتب حوراني إلى جانب اللوحتين “في 1976 استشهدت الطالبة لينا النابلسي أثناء خروجها من المدرسة، وكانت لينا ثانية شهيدات نابلس بعد حرب يونيو 1967 والشهيدة الثالثة على مستوى فلسطين.. لينا نفسها التي غنى لها أحمد قعبور أغنيته الشهيرة: يا جسد الضفة، وغنى لها الشيخ إمام عيسى أغنية: لينا لؤلؤة حمراء، من كلمات الشاعرة فدوى طوقان، ورسمها بعد ذلك سليمان منصور لتنتشر صورة اللوحة في فلسطين على نطاق واسع”.
وتابع حوراني في نصه المكتوب “في 2016 انتشرت صور العديد من شهداء السكاكين دون معرفة أسمائهم، ودون أن يغني لهم أحد ومن بينها صورة الشهيدة الطالبة بيان عسيلة”. وأوضح حوراني أنه “استلهم صورتها هنا ليس للمقارنة والتشابه بين زمنين فقط، وإنما للإشارة إلى حجم فوارق التمثيل والتعبير في الفن وفي الحياة أيضا، والدلالات السياسية والاجتماعية لكل ذلك”.
ويرى حوراني أن معرضه يرصد “تلك اللحظات التي يخرج فيها الناس إلى الشارع من اليأس وفقدان الأمل، والشعور الغامض بأن التغيير يأتي من القاعدة وليس من فوق، من الفرد وليس من القادة أو المفكرين”.
يُذكر أن خالد حوراني من مواليد مدينة الخليل عام 1965، ويعيش حاليا في رام الله، وقد تولى قبل عقدين مسؤولية التصميم الغرافيكي لمجلة “الكرمل” الثقافية التي كان يرأس تحريرها الشاعر الراحل محمود درويش، وعُرضت أعماله في فلسطين والخارج، وشارك في العديد من الورش واللقاءات الفنية في بلدان أوروبية وعربية مثل سويسرا وإنكلترا وفرنسا وهولندا ومصر والـمغرب وتونس. وهو يمارس الكتابة عن الفن والتصميم، وينظم الـمعارض والفعاليات الفنية.
المصدر: صحيفة العرب