هجوم إسرائيلي على فنان فلسطيني خوّن المطبّعين
شنّ وزراء ومسؤولون إسرائيليون هجوما قاسيا على الممثل والمخرج الفلسطيني محمد بكري بعد زيارته لبنان في هذه الأيام للمشاركة في مهرجان الأفلام “أيام فلسطين”، وإطلاقه تصريحات ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وأفاد موقع “أن آر جي” بأن وزيرة الثقافة ميري ريغيف طلبت من المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية فتح تحقيق مع بكري، لأنه زار دولة معادية ومن هناك حرض على إسرائيل، زاعمة أنه تجاوز الخطوط الحمر، لأنه “اعتبر أن التطبيع مع العدو الصهيوني مساويا للخيانة”.
وطالبت ريغيف (حزب الليكود) بالتحقيق مع بكري، لأن غياب أي رد فعل من السلطات الإسرائيلية عن هذه التفوهات سيمنح شرعية لأعمال من هذا النوع في المستقبل من قبل آخرين.
ونقلت منابر إعلامية إسرائيلية عن بكري قوله إن السلطات الإسرائيلية تتصرف بعنصرية وقمع تجاه أي جهود يقوم بها فنانون فلسطينيون يقيمون داخل حدودها، قاصدا بذلك عرب إسرائيل، وهو لا يخاف من اتهامات الوزيرة ولا يخشى الاعتقال.
ووصف بكري الوزيرة بأنها امرأة غير مسؤولة وتكتفي دائما بإطلاق الشعارات، وقال إنه لا يصدق أي كلمة تتفوه بها، ولا يأخذ تهديداتها بجدية، وهو لا يخاف إلا من الله وليس من الإسرائيليين ولا من حكومتهم.
وعرف الإسرائيليون بكري عقب إنتاجه فيلمه الشهير “جنين جنين” عام 2003، الذي يسلط الضوء على عمليات الجيش الإسرائيلي في مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية خلال عملية السور الواقي بالضفة.
ونقل موقع “أن آر جي” عن عضو الكنيست العربي يوسف جبارين من القائمة المشتركة أن الوزيرة ريغيف من خلال اتهاماتها للفنان بكري تواصل طريقها في التحريض على العرب وزرع الكراهية، ولا تخفي رغبتها في الحصول على مزيد من الشعبية عبر هذه الممارسات التي تضر بالفن والديمقراطية والعلاقات بين اليهود والعرب داخل إسرائيل.
وأضاف أن ريغيف شنت هذه الحملة ضد بكري قبل أن تسمع كلامه وتفهم مقاصده، لأنه وجّه حديثه إلى الاحتلال، وهو موقف بالتأكيد يزعج ريغيف، التي تسعى لمنع الفنانين العرب من التواصل مع محيطهم العربي في الدول المجاورة، مع أن من حقهم إقامة المزيد من العلاقات والصلات الثقافية والاجتماعية مع باقي العالم العربي.
في المقابل اتهم عضو الكنيست أورن حزان (حزب الليكود) بكري بالعمل ضد إسرائيل، ودعا لمحاكمته وسجنه لأنه يقيم علاقات مع منظمات معادية لإسرائيل، كما طالب وزير الداخلية أرييه درعي بسحب الجنسية الإسرائيلية من بكري، وربما الوصول إلى طرده من إسرائيل.
ومن جهته قال جاكي ليفي مساعد وزير الإسكان إن بكري ارتكب جريمة الخيانة، لأنه دعا دولا عربية لعدم إقامة علاقات مع إسرائيل، ويتهم من يقيم هذه العلاقات بأنه خائن، فضلا عن إعلان بكري دعمه للعمليات المسلحة ضد إسرائيل.
الجزيرة نت