أولاد المختار.. مسلسل فلسطيني لإعادة إحياء الدراما والقضية الفلسطينية
رغم كل المعيقات التي تواجه الفلسطينيين في كل جوانب الحياة من حصار وصعوبة في التعبير بشكل حر، إلا أن الدراما الفلسطينية شهدت هذا العام صعودا جيدا لها، فقد تم عرض مسلسل أولاد المختار للمخرج الشاب بشار النجار كمنافس قوي للأعمال الدرامية العربية.
وقال المخرج الفلسطيني بشار النجار خلال مقابلة له مع “الحدث”، إن هذا المسلسل هو عمل فلسطيني بحت بكل الجوانب، من كتابة السيناريو والإخراج والإنتاج، وهذا ما جعله متفردا وحرا بأفكاره.
وأضاف النجار، “نحن الأحق من غيرنا للحديث عن قضيتنا، لأننا نستطيع بكل سهولة أن ندخل بأعماق القضية وتفاصيلها أكثر من أي شخص آخر”.
وأشار النجار، إلى أن أحداث هذا المسلسل ترصد تاريخ القضية الفلسطينية بدءا من عام 1948 وينتقل لحقبة 1967 وصولا إلى عام 1980، لتظهر حجم المعاناة التي رافقت الفلسطيني لسنوات طوال وحتى اللحظة، من قبل عصابات الهاجاناة الإسرائيلية والمستعمر البريطاني.
وأضاف أنه تم تصوير المسلسل في قرية رابا في جنين شمال الضفة الغربية.
وتدور أحداث المسلسل حول مجموعة شبان يقومون بالسيطرة على مخازن سلاح بريطانية، لإمداد الثوار الفلسطينيين بها، خشية وصولها إلى يد العصابات الصهيونية، وكل هذه الأحداث تأتي خلال فترة النكبة، وتليها النكسة والأحداث التي رافقت القضية الفلسطينية فيما بعد.
وقال النجار، إن “أولاد المختار” هم أبناء الحاج عطية الذين يشكلون الخلية التي تعمل لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي، والذين ينقسمون إلى قسمين، منهم من يفضلون العيش بشكل طبيعي والتعايش مع المحتل، ومنهم من يريدون مقاومة الاحتلال بكل قوة.
وأشار النجار، إلى أن مسلسل أولاد المختار يعتبر وثيقة تاريخية سجلت جملة من الأحداث التي غيبت عن المجتمع، وأعادت القضية الفلسطينية لتعلو من جديد، خاصة أن جزءا كبيرا من متابعي المسلسل هم من الجيل الجديد، الذين يجهلون الكثير عن تاريخ القضية الفلسطينية وأحداثها. مضيفا، أنه ومن خلال الحلقات تم إبراز وتسليط الضوء على العادات والتقاليد والتراث الفلسطيني المغيب عن واقعنا حاليا.
وعرض مسلسل أولاد المختار خلال 30 حلقة بمدة 45 دقيقة للحلقة الواحدة. كما وشارك في العمل 55 ممثلا وممثلة من فئات عمرية مختلفة ومناطق مختلفة من فلسطين، وجرى تصوير المسلسل في ما يقارب 150 موقعا، واستمرت مدة التصوير والمونتاج إلى شهرين، وعرض المسلسل هذا العام على تلفزيون فلسطين وقطر وفلسطيني وفلسطين اليوم وقناة وطن المصرية، رغم أن المسلسل تم تصويره العام الماضي، وتأجل عرضه لهذه السنة بسبب رفض بعض الفضائيات العربية لعرضه.
وأفاد النجار، أن الصعوبات التي واجهت العمل، كانت تقتصر بشكل كبير على ضيق الحركة في الضفة الغربية، وكذلك تم تصوير المسلسل في فصول مختلفة ليتلائم مع الأحداث المطلوبة، وأيضا العمل كان يتطلب إمكانيات بشرية ومعدات كبيرة جدا ومكلفة، كل هذه الأمور كانت تشكل إرهاقا بالنسبة لنا.
وبين النجار، أن نجاح العمل ظهر فلسطينيا وعربيا من خلال ردود الأفعال الإيجابية التي وصلت بعد أن تم عرض حلقات المسلسل في رمضان، من قبل أشخاص مختصين في هذا المجال، “وهذه الردود الإيجابية ستشجعنا للعمل أكثر في الأيام المقبلة نحو الأفضل في الدراما الفلسطينية”.
وبين النجار، أن الدراما الفلسطينية تعيش حالة من الصعود، وذلك بسبب حرص الفنانيين والكوادر العاملة في هذا المجال للوصول وتحقيق نقلة نوعية في الدراما الفلسطينية خلال السنوات القادمة. مشيرا، أن بدايات الدراما الفلسطينية تعتبر جيدة إذا ما قورنت مع بدايات الدراما المصرية والسورية، لكن الدراما الفلسطينية بحاجة إلى إنتاج ودعم من أصحاب رؤوس الأموال وشركات الإنتاج.
وأكد النجار، أنه حان الأوان لتكون الدراما الفلسطينية موجودة على الساحة العربية بإنتاج فلسطيني بحث وكوادر فلسطينية.
المصدر: الحدث – إسراء أبو عيشة