في مقابلة حصرية لفلسطيني.. سناء موسى: صوت الفن أقوى من الرصاص
إسطنبول- فلسطيني
يشعرك صوتها بالدفء ويعبر أيضا عن حنين كل فلسطيني لوطنه المُهجر منه، فهي تميزت بتقديم الفن الفلسطيني الراقي الذي يعبر عن قضية هذا الشعب المضطهد، سناء موسى فنانة استثنائية قدمت وما زالت تقدم الكثير للتراث الفلسطيني.
التقى تلفزيون فلسطيني الفنانة الفلسطينية سناء موسى في حديث ذو شجون، حمل ذكريات الوطن والنكبات وتحديها كفنانة العدو الغاشم.
بدأت بالحديث عن تأثير نشأتها في بيت موسيقي، فهي الابنة البكر لأب موسيقى ومغن متمكن من الموروث الكلاسيكي الشامي والمصري والعراقي، وقالت: “كان بيتنا عبارة عن حاضنة وبستان جميل قطفت منه أنا وإخوتي ما نشاء من زهور الموسيقى”.
وتابعت سناء: تركت هذه الحاضنة الموسيقية الأسرية آثرا مهما علي أنا وأخوتي، حيث أصبحت الموسيقى تلازمنا جميعا في البيت، وأمسى التراث الفلسطيني جزء لا يتجزأ من تكويننا.
الأمر الذي جعل تقديمها للتراث الفلسطيني على المسرح شيء طبيعي، بحسب ما قالت، وشعرت بأنها تقدمه بتلقائية وبنفس الوقت ساعدها في دخول عالم التراث الفلسطيني.
وأضافت: ساعدت تربيتنا الموسيقية أيضا بإعادة تعريفنا بهويتنا الثقافية والتي تشتت عمليا بعد النكبة.
وعن دورها في حمل شعلة التراث الفلسطيني ونشره، أشارت موسى إلى أنها تشعر بوقوعها تحت سحره، ونوهت إلى أنها وفريقها منذ 2005 يقومون بتقديم مسرح توثيقي.
حيث يوثق هذا المسرح القصص المختلفة من فلسطين والتراث الفلسطيني، كنوع من السرد التاريخي الشفوي، والذي يرسخ ويؤكد فكرة وجود الفلسطيني على ارض كنعان منذ آلاف السنين.
ولفتت سناء إلى أن هذه القصص آسرتها وقالت: جعلتني أقع تحت سحرها بالأساس بالإضافة لوعيي بأن أرضنا سحبت من تحت أقدامنا كما يسحب البساط، فما بقي لنا سوى هويتنا الثقافية وتراثنا، ويجب أن نوصل صوتها لكل مكان.
وأكملت: لهذا كان من المهم بالنسبة لي الخروج بعمل يتحدث عن هويتنا الثقافية وتراثنا، وهذا ما كان في عملي “اسطوانة إشراق” والتي صدرت عام 2010.
وكان ضمن هذا العمل أغنية نجمة الصبح، وهي عمليا عبارة عن حوار محبوك بأسلوب جميل، بين الجيلين الأول والثالث للنكبة، تحاورت فيه مع نسوة بالثمانينات من عمرهن في ذلك الوقت.
وأشارت إلى أن هذا المشروع كان مهم جدا، فهو على الرغم من تواضعه، الا أنها اعتبرته نتيجة لقيمته ولجهد الناس إلي حملته مشروعها ونجاحها الشخصي.
وبحسب ما قالت: اثر كثيرا بالمشهد الثقافي الفلسطيني، فرأينا كم اهتم المطربين الفلسطينيين من بعد 2010 بتقديم التراث الفلسطيني، وابتعدوا قليلا عن اللون ألطربي”.
ونوهت إلى أن عددا من الفنانين الفلسطينيين أصبحوا يتهمون بالتراث الفلسطيني بعد هذا المشروع أكثر من ذي قبل، وأما على صعيد الشباب فلقد عادوا للهوية الوطنية والثقافية الفلسطينية.
وشكرت الفنانة سناء موسى الله ومن ثم الحياة التي منحتها الفرصة لتشعر بمدى تأثيرها الايجابي على حياة الشباب، واعتبرت أنها محظوظة لكونهم شركائها في نجاحها الفني، الذي اعتبرته نجاح لكل فلسطيني ولفلسطين أيضا.
وعبرت عن سعادتها بشراكة الشباب لها في مشروعها، فهي اعتبرت أنهم هم من حمل هذا المشروع على أكتافهم، وما كانت لتنجح دون وجودهم ولولا دعمهم ومحبتهم لها بحسب قولها.
يرى البعض أن صوت الفن لا يستطيع مواجهة صوت السلاح، ألا أن سناء ترى عكس ذلك، فبرأيها صوت الفن يعلو برغم وجود العدو وسلاحه وخنقه للشعب الفلسطيني.
واعتبرت أن هذا الأمر هو دافع للفنانين لرفع صوتهم عاليا وإيصال رسالة كل فلسطيني أكثر من أي وقت أخر، بالذات ونحن تحت الاحتلال، وهذا الأمر يشكل لنا نوع من التحدي حسب رأيها.
ونوهت إلى أن الفنان الذي يحمل هم قضيته، لا يقدم معروف “صدقة” لشعبه، بل هو واجبه كصحاب رسالة، أن يوصل صوت فلسطين وقضيتها ويعبر عنها بأفضل طريقة ممكنة في جميع المحافل.
وقالت موسى: “برأيي يعود الفضل للفن بتغير فكرة أن المستبد دائما قوي في خيال المظلوم”، وضربت مثال ما كتبه الشاعر الفلسطيني محمود درويش “وخوف الطغاة من الأغنيات”.
وأضافت: “يخاف المحتل من الأغنية الوطنية الصادقة، على الرغم من قوته وجبروته، خاصة إذا كان صوت مغنيها صادقا وصاحب حق، فالصدق في صوت الفنان يرهب كل طاغية وظالم”.
وتحدثت موسى عن فيلم “مئة عام وعلى قيد الحب” وقالت: “هو فيلم توثيقي من فكرتي وإنتاجي بمشاركة مجموعة من المصورين المتطوعين وهو جاء بمناسبة مرور مئة عام على وعد بلفور ورد عليه”.
وأكملت: “يسجل الفيلم يسجل شهادات من مخيم الدهيشة والذي يسكنه مهجرون من خمسين قرية فلسطينية عام 1948، التقينا خلال تصوير الفيلم هناك بأربع أجيال، وكان السؤال الأساسي في الفيلم ووجهناه لهم “هل عندهم اعتقاد بالعودة وأنهم سيعودون”.
وأتمت حديثها قائلة: “قمنا بعمل أربعين مقابلة، وكان جوابهم كلهم حين سألنهم من أين انتم، بأسماء قراهم وليس مخيم الدهيشة، وتحدثوا أنهم يحلمون كل يوم بعودتهم لقراهم التي هجروا منها”.
وذكرت بأن العودة هي حق وخطة وبرنامج ووعد نعده لفلسطين بأن نعود لقرانا الأصلية.
وختمت سناء موسى اللقاء بحديثها عن ألبومها الجديد “هاجس”، حيث أشارت إلى انه يلخص ما جال في أنفس الفلسطينيين من هواجس طوال السنوات الأخيرة، واحتوى عدة محاور” اللجوء والشتات، الأسر، الحرية، والحب”.