يوروفيجن 2019.. هل انقلب السحر على الساحر؟
دعت جهات مختلفة ومتعددة إلى مقاطعة مسابقة يوروفيجن 2019 منذ كانون الثاني/يناير الماضي. واعتبرت هذه الجهات أن إقامتها في ما يسمى بتل أبيب محاولة “لغسل سمعة الاحتلال العسكري والاستيطاني عن طريق الفن”، ووقع أكثر من 120 فناناً فلسطينياً هذا البيان.
ودعت حملات المقاطعة الفنانة الأميركية مادونا إلى الانسحاب من الحفل النهائي.
إلا أنها أحيته ضاربةً عرض الحائط دعوات المقاطعة.
والتقطت الكاميرات لقطة مثيرة خلال أداء المغنية الأميركية مادونا لفقرتها الغنائية؛ فقد ظهر راقصان يحضنان بعضهما البعض وقد وضع احدهم العلم الإسرائيلي على ظهره فيما ثبتت زميلته العلم الفلسطيني وهو ما اعتبر رسالة تدعو للسلام.
أما اللقطة التي سببت الكثير من الجدل فكانت خلال الإعلان عن نتيجة الفريق الآيسلندي بناءً على تصويت الجمهور، إذ بادر أعضاء الفريق إلى رفع الأعلام الفلسطينية مباشرة على الهواء ما دفع بالمخرج إلى قطع الكاميرا عنهم.
وقد انتشر فيديو على مواقع التواصل الإجتماعي، بعدسة أحد أعضاء الفريق الآيسلندي، أظهر مصادرة الأعلام الفلسطينية من قبل المنظمين.
ورداً على ذلك، كتبت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل في تغريدة لها على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر): “يرفض المجتمع المدني الفلسطيني بأغلبية ساحقة لفتات تضامن زائفة من فنانين دوليين يعبرون خط اعتصامنا السلمي”.
وعلى وقع أصداء المقاطعة والتحركات الرافضة للاستضافة، اختتمت المسابقة فعالياتها ليل أمس السبت. وبينما حاول الاحتلال الإسرائيلي الاستفادة من ضخامة الحدث لتلميع صورته، ظهرت الصورة الحقيقيّة لنظام الفصل العنصري من خلال الاحتجاجات والأصوات المندّدة حول العالم بدعم الاحتلال من خلال المشاركة في مسابقة نُظّمت على أرضٍ محتلّة هُجّر أهلها قبل 71 عاماً.
وبالتزامن مع إقامة حفل المسابقة، نظّمت حملة التضامن مع فلسطين حفلاً موازياً في العاصمة البريطانية لندن تحت شعار “لنحتفل من أجل فلسطين لا من أجل يوروفيجن”.
كما تم رصد احتجاج ضد المسابقة على ظهر مركب بميناء يافا، نظّمته منظمة “ذاكرات” الأهلية التي تدافع عن حق الفلسطينيين في العودة لأراضيهم. وقال منظمو الاحتجاج إن “مشجعي يوروفيجن يحتفلون قرب مكان حي المنشية الفلسطيني الذي كان قائماً قبل 1948 ودمر قبل 71 عاماً” وإن “الإسرائيليين لا يريدون سرد هذه القصة. إنهم يرغبون في إظهار أن كل شيء يسير بشكل طبيعي”…
في النهاية لا بد من التساؤل… هل انقلب السحر على الساحر في يوروفيجن 2019؟