ليس غريباً على الفلسطيني المقاوم الحر كسر قيد المحتل فتاريخ النضال الفلسطيني يشهد على أنهم لم يتوانوا في الدفاع عن قضيتهم ومقدساتهم وحقوقهم، فتارةً استخدموا الحجر كوسيلة للدفاع عن أرضهم،وتارةً شحذوا الهمم بأغانٍ وألحان عززت تراثهم وقوّت عزيمتهم وزعزت عدوّهم، حيث أشعلت هذه الأغاني حماس الشارع الفلسطيني وقادت ثوراته وبطولاته، وكانت خير أرشيف لتاريخ النضال الفلسطيني.
ولعل ملف الأسرى كان وما زال أحد أبرز ملفات القضية والنضال الفلسطيني والذي كان مدعاة للتوثيق صورةً وكلمةً ورسمةً ولحناً.
حيث كانت الأغنية أفضل وسيلة لتجسيد معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون المحتل، فقد احتلت فرقة العاشقين الصدارة في استعراض واقع الأسرى المرير ونضالهم في مواجهة السّجان، فغنوا ” من سجن عكا” التي روت قصة إعدام أبطال ثورة البراق الثلاثة عطا الزير محمد جمجوم وفؤاد حجازي، أما ” معسكر الأنصار” فقد تغنّت بشموخ الأسرى وصمودهم في معسكرات الاحتلال بجنوب لبنان.
أما الفنان الفلسطيني أبو عرب فلم ينسى قضية الأسرى في مسيرته الفنية فقد غنّى لهم ” ياخويا في الزنزانة” التي عرضت مأساة الأسرى في سبيل تحرّر فلسطين.
” يا سجّاني” للفنان سميح شقير جاءت لتعكس اشتياق الأسرى لنور الحرّية.
كما غنّت الفنانة ميس شلش المُلقّبة بصوت الأرض ” مكتوب ع جبينك بطل” لتختصر من خلالها ما يعانيه الأسرى في سجون الاحتلال من إهمال وتعذيب.
فطالما هناك أسير خلف القضبان سيُغني فنان خارجها ليبني بصوته جسر الحُرّية الموعودة.